Direkt zum Hauptbereich

الخمول المغربي 1


 الخمول المغربي 

جر فينا الكلام ذيله حتى ألقى بنا إلى ذكر بعض الشخصيات التي نسبت اليها طرائف عديدة كجحا والتاجرالسوسي وسعيد الجماني فوقع الخلاف في شيء من سيرته ومتى رجع إلى المغرب من مخيمات تيندوف فهنا هرع احدنا الى الشبكة للبحث عن نقطة الخلاف فما وجد شيء يشفي ويكفي وجل ما وجد مقالات صحفية في موقع إخبارية غير موثوقة أو الطرائف المنسوبة اليه، وبحث بعد ذلك في البيت لعلي اظفر بشيء وعبثا حاولت اضافة معلومات تفصيلية الى محرك البحث فما رجعت حتى بخفي حنين ، وهذا ذكرني بفكرة كانت تدور في راسي منذ أمد بعيد تخبو حيناً  وتتقد اخر، وهي ان ما يتعلق بالمغرب من النشاط العلمي من دروس العلماء واصداراتهم وسيرهم المعلومات فيه شحيحة، ولا تكاد تجد فيه ما يشفي العليل ولا يروي الغليل، وما تجده من ذلك فجله من مجهود الأفراد من العلماء أنفسهم او طلبتهم وبعض الدورس المسجلة تسجيلها ردئ بحيث لا تكاد تفهم ، ام الكتب الرقمية فهي اقرب الى بيض الانوق او العنقاء ، وما ووجد لعلماء المغرب من ذلك فجله مما طبع في المشرق وهذا الميدان يستوي في الأحياء والأموات ، بل مع الأسف قد لا يعرف المغاربة أنفسهم عن عالم من علمائهم حتى يسمعوا عن نعيه هذا ان سمعوا فوسائل الاعلام لا تهتم الا بأهل الفن ومن شايعهم. وقد غلا بعضهم فزعم ان المغرب خلا من العلماء في هذا العصر، وان كان هذا الزعم مما يذهل عنه يضرب الذكر صفحا لان الواقع يكذبه.  
وقديما لاحظ  العلامة كنون هذا الامر فألف كتابه النبوغ المغربي، ولكن دار لقمان ما زالت على حالها رغم ان العالم صار قرية صغيرة، ورغم الانفتاح الإعلامي. 
فمن المسؤول عن هذا الخمول ؟ 
هل نحمل المسؤولية للعالم نفسه الذي بخس نفسه حقها ولم يضع له موضع قدم في هذا الميدان ، وينشر علمه ولكن لعل له العذر في ذلك فقد يجعله تواضعه لا يرى نفسه اهلًا لذلك، وقدما قيل حب الظهور  يقصم الظهور. 
وهل المسؤول عن ذلك طلبة العالم ؟ لا شك ان لهم منها أوفر نصيب اداء لحق شيخهم     عليهم وإبقاء لعلمه بين الخافقين  ونصيحة لإخوانهم الطلبة في الانتفاع بعلمه فهذا من تمام الإيمان. 
وهذا الامر يتأكد في حق أبناء العالم. 
اما العامة فيلزمها  احترام العلماء كما كان أسلافنا ولا يلمزوهم بالنقص مهما بلغوا من العلوم الدنيوية وان يقتدوا بهم ويرجعوا اليهم في نوازل الأمور ولا يتكلم احد في ذلك فيكون من الرويبضة، ومن كان ذا سعة من المال فيوقف ماله ويستثمره في العلم بنشر كتبهم والإنفاق على أهله خصوصا الذين يتعففون عن سؤال الناس بحالهم فضلا عن مقالهم.
لقد كان أسلافنا يقتسمون أرزاقهم مع المدارس الشرعية ويخدمون أهله فقد كان أهل القرى يخصصون يوما لإحضار الحطب إلى بيت العالم ويوما لخدمة أوقاف المساجد والمدارس وكانت كل أسرة مكلفة بإعداد الطعام لطلبة بالتناوب فخلف من بعدهم خلف ضيعوا ذلك. 
اما من كان ذا خبرة في المعلوميات فليتبرع بشيء من وقته لتصميم مواقع تليق بالعلماء والسهر عليها وتفريغ شروحهم ورقمنة  مؤلفاتهم ، وطباعتها فمن العيب ان يسعى العالم الى المشرق لنشر كتبه  او يأتي اليه دور النشر منه إما للتربح بجهوده مع بخسه حقه او اعترافا منها بحقه مع جهلنا به. او تهدر الأموال في مواسم تسمى ثقافية ويبخل على أهل العلم بنشر نتاجهم. 
اما في مجال الاعلام فلماذا لا يستثمر المغاربة فيه فينشئوا القنوات الهادفة التي تبث دورس علماء البلاد في الخافقين فمع الأسف لم نصل بعد في هذا الميدان إلى مرحلة الحبو بل ما زلنا في المهد ان لم نقل ما قبل المهد.

Kommentare

Beliebte Posts aus diesem Blog

الخمول المغربي ٢

الخمول المغربي ٢  من العجائب أن يكون كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة كنون دليلا على على الخمول الذي تعيشه الحياة العلمية في المغرب، فكتاب ألف لبيان مكانة الأدب المغربي في الأدب العربي، ويعد مفخرة للمغرب في العصر الحديث، كان الاجدر به ان يلقى العناية الائقة به  طباعة وشرحا وتذييلا واستدراكا، ولكن كل ذلك لم يكن.  أما طباعة فلم يطبع الا طبعتين - كما ذكر الكتبي الأديب في تعريف موجز بالكتاب على قناته في اليوتيوب وهو خبير في ما يتعلق بالكتب طباعة وجودة- والطبعة الثانية طبعتها دار الكتب العلمية وما أدراك ما هذه الدار رداءة وأخطاء، بالإضافة إلى حجم الكتاب ونوع الورق والخط، فقد جاء في مجلد ضخم يصعب حمله، ولست أدري لم لم يطبع في ثلاثة مجلدات حسب تقسيم المؤلف له، زاد من ثقله نوع الورق الغليظ بخط قديم تتقطع فيه الكلمات أحيانا.( ١) ومما يؤسف له أن تطبع كتب لم تبلغ عشر معشار هذا الكتاب في قيمتها طباعة فاخرة ويبقى هذا السفر الذي جاء لرفع الحيف عن الأدب المغربي والتعريف به طي النسيان، مع ما يصك الآذان من ادعاء العناية بالخصوصية المغربية ، والتقاليد المغربية، والثرات المغربي، وكأن هذه