Direkt zum Hauptbereich

الخمول المغربي ٢

الخمول المغربي ٢ 

من العجائب أن يكون كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي للعلامة كنون دليلا على على الخمول الذي تعيشه الحياة العلمية في المغرب، فكتاب ألف لبيان مكانة الأدب المغربي في الأدب العربي، ويعد مفخرة للمغرب في العصر الحديث، كان الاجدر به ان يلقى العناية الائقة به  طباعة وشرحا وتذييلا واستدراكا، ولكن كل ذلك لم يكن. 
أما طباعة فلم يطبع الا طبعتين - كما ذكر الكتبي الأديب في تعريف موجز بالكتاب على قناته في اليوتيوب وهو خبير في ما يتعلق بالكتب طباعة وجودة- والطبعة الثانية طبعتها دار الكتب العلمية وما أدراك ما هذه الدار رداءة وأخطاء، بالإضافة إلى حجم الكتاب ونوع الورق والخط، فقد جاء في مجلد ضخم يصعب حمله، ولست أدري لم لم يطبع في ثلاثة مجلدات حسب تقسيم المؤلف له، زاد من ثقله نوع الورق الغليظ بخط قديم تتقطع فيه الكلمات أحيانا.( ١)

ومما يؤسف له أن تطبع كتب لم تبلغ عشر معشار هذا الكتاب في قيمتها طباعة فاخرة ويبقى هذا السفر الذي جاء لرفع الحيف عن الأدب المغربي والتعريف به طي النسيان، مع ما يصك الآذان من ادعاء العناية بالخصوصية المغربية ، والتقاليد المغربية، والثرات المغربي، وكأن هذه الخصوصية لا تظهر إلا في قطع نحاسية أو زخارف جبسية أو فخار، أو رقصات ( أحواش)، ومهرجانات تسمع لها جعجعة ولا ترى طحنا.
أم التذييل والاستدراك على الكتاب، فحسب علمي  - وأرجو ان يكون قاصرا هذه المرة - فلا يوجد من تصدى لأحدهما، ومن كان عنده علم فليفدنا وليفند هذا الادعاء. 
وختاما لو أن مطلع هذه الشمس من غير المغرب، أكانت تحول بينها سحب الخمول والإهمال، ولكن قومي لا يهمهم في الليلة الظلماء إلا البحث عن السها ولا يفتقدون القمر.

-----
(١) بعد كتابة هذا الكلام رأيت صورا للكتاب  في مكتبة ربيع على الفيس لطبعة دار الكتب العلمية وهي في ثلاثة مجلدات، والطبعة التي تحدث عنها في مجلد واحد ضخم، كتب عليها الطبعة الثانية، وليست الآن بين يدي. 

Kommentare

Beliebte Posts aus diesem Blog

الخمول المغربي 1

 الخمول المغربي  جر فينا الكلام ذيله حتى ألقى بنا إلى ذكر بعض الشخصيات التي نسبت اليها طرائف عديدة كجحا والتاجرالسوسي وسعيد الجماني فوقع الخلاف في شيء من سيرته ومتى رجع إلى المغرب من مخيمات تيندوف فهنا هرع احدنا الى الشبكة للبحث عن نقطة الخلاف فما وجد شيء يشفي ويكفي وجل ما وجد مقالات صحفية في موقع إخبارية غير موثوقة أو الطرائف المنسوبة اليه، وبحث بعد ذلك في البيت لعلي اظفر بشيء وعبثا حاولت اضافة معلومات تفصيلية الى محرك البحث فما رجعت حتى بخفي حنين ، وهذا ذكرني بفكرة كانت تدور في راسي منذ أمد بعيد تخبو حيناً  وتتقد اخر، وهي ان ما يتعلق بالمغرب من النشاط العلمي من دروس العلماء واصداراتهم وسيرهم المعلومات فيه شحيحة، ولا تكاد تجد فيه ما يشفي العليل ولا يروي الغليل، وما تجده من ذلك فجله من مجهود الأفراد من العلماء أنفسهم او طلبتهم وبعض الدورس المسجلة تسجيلها ردئ بحيث لا تكاد تفهم ، ام الكتب الرقمية فهي اقرب الى بيض الانوق او العنقاء ، وما ووجد لعلماء المغرب من ذلك فجله مما طبع في المشرق وهذا الميدان يستوي في الأحياء والأموات ، بل مع الأسف قد لا يعرف المغاربة أنفسهم عن عالم من